pajoohaan.ir

  موسوعه آیت الله العظمی شیخ محمد آصف المحسنی، الآثار الفقهیه 3، حدود الشریعه 3، الواجبات
لاشکّ أنّ فطرة الإنسان و هدایته التکوینیّة، جعلت الإنسان موجوداً مشتاقاً إلی نیل الکمال و الفضیلة و الوصول إلی المعرفة باللّه تعالی والتزکیة؛ إذ التنسیق و التنظیم وتهیئة أرضیّة تنمیة الفطرة الطالبة للکمال فی الإنسان یحتاج إلی قانون و دین و أحکام لترشده إلی غرضه و مقصده الأصلی. والإجابة عن الفطرة الإنسانیّة الطالبة للکمال، یستدعی التوجّه إلی أبعاده المختلفة الجسمیّة والروحیّة والفردیّة والاجتماعیة التی تحتاج إلی سلسلة من الأحکام وأسالیب عقلائیّة مستدلّة حتی یتحقق الغرض الغائی.
إذ منذ خلق الإنسان کان موحّداً وطالباً للسعادة الواقعیّة و الکمال الغائی، فلذلک لازال طالباً للدین الإلهی و أحکامه الذی جاء به أنبیاء اللّه تبارک وتعالی. هذا منجانب. ومن جانب، آخر أنّ الدین الإسلامی الذی هو أکمل أدیان اللّه الوحیانیّة، یتضمّن قوانین وأحکاماً متضمّنة لطهارة الأعمال وعقائد متطوّرة مشتملة علی السعادة الدنیویّة و الاخرویّة التی تمکّنه أن یکون مرجعاً آمناً لما یحتاجه الأفراد و المجامع البشریّة إلی یوم القیامة.
کما نعلم أنّ الفقه أحکام شرعیّة عملیّة وأوامر وضعه اللّه تعالی لتسنیق أمور الإنسان، نعلم أنّ العمل الصالح من الأمور المهمّة فی صعید العقیدة و الالتزام القلبی فیجنب اللّه تعالی، فلذلک کان الفقه من العلوم المقصودة للإنسان وکان قطب الرحیل لعلماء منذ بدئ الإسلام والنشر تعالیمه.
وبالتوجّه إلی توسعة حوائج الإنسان وظهور مسائل حدیثة فردیة والاجتماعیّة، فالفقه أیضاً توسّع بمرور الزمن و اشتمل علی مسائل مختلفة وموضوعات متشتّة بحیث صار الیوم من أبسط العلوم الإسلامیّة ولازال بمجاهدة الفقهاء یدرس ویدرّس.

continue_text

for_you

related_books

more